illustration: Mostafa Zohdy

الوصف

مع ظهور جائحة COVID-19، والمخاطر المحتملة التي تم مواجهتها في البعثات الميدانية، أنشأ الهلال الأحمر المصري (ERC) استراتيجية لإدارة المتطوعين,  تقوم هذه الأخيرة على تحويل معظم عمليات وأنشطة التطوع الى الإنترنت و ذلك من أجل الحفاظ على استمرارية مهام التطوع مع أقل قدر ممكن من الأضرار.

أطلق الهلال الأحمر المصري حملة “التطوع في كل شارع” التي تهدف إلى استقطاب متطوعين من كل حي في مصر من أجل ضمان الاستجابة السريعة والكافية خلال أزمة فيروس كورونا ، خاصة في أوقات الإغلاق وفي المناطق المعزولة.

المحتوى

هذه المبادرة كانت التجربة الأولى من نوعها في إدارة المتطوعين افتراضياّ أو عبر الإنترنت بالنسبة للهلال الأحمر المصري. ذلك ما يفسّر مواجهة بعض التحديات في البداية منها: ضمان الاستجابة السريعة من خلال الحملة، إدارة المتطوعين المعينين حديثًا, الذين لم نلتق بهم من قبل من حيث التواصل الفعال, والتنظيم والمتابعة وتحديد المهام وتكليف والحفاظ على المتطوعين.

 

التفاصيل العملية و التقنية

تمكن الفريق من تحديد المهام المعيّنة للمتطوعين عبر الإنترنت مثل:

  • التوعية عبر الإنترنت عن طريق إرسال رسائل نصية داخل شبكاتهم،
  •  الرد على الشائعات في أحيائهم ووضع حد لها،
  • ملئ استمارات  لتقييم الاحتياجات الأساسية،
  • المساعدة في مراقبة الحالات والتحقيق فيها والمساعدة عند الحاجة في تنفيذ بعض أنشطة الهلال الأحمر المصري في أحياء المتطوعين.

تسمح الخريطة التفاعلية للفريق بتحديد موقع المتطوعين جغرافياً والاتصال بهم مباشرة. اليوم، يوجد أكثر من 6000 متطوع في جميع أنحاء البلاد على هذه الخريطة. 

يتم تقسيم المتطوعين إلى فئتين: متطوعين عفويين ومتطوعين منتظمين في الهلال الأحمر المصري، و انطلاقاّ من هنا يتم تقسيمهم مرة أخرى الى متطوعين من ذوي الخلفيات الطبية أو بدونها.

تساعد هذه الفئات في تحديد المتطوعين الأكثر ملاءمة والوصول إليهم فيما يتعلق بالحاجة المطلوبة في الوقت المناسب. بناءً على هذه الفئات، تمت إضافة كل واحد من المتطوعين إلى مجموعة WhatsApp، والتي تُستخدم كمنصة لمشاركة الخبرات والأفكار وتسهيل التحفيز والتعاون.

خضعت مجموعات المتطوعين لدورةتدريبية مختصرة لانتسابهم بالجمعية و غطت الأهداف الرئيسية للحملة. وفي مرحلة لاحقة تم  نشر معهم منصة التعلم الإلكترونية التي تقدم تدريبًا يوميًا على مدار سبعة أيام.

إلى جانب ذلك، حرص الفريق على أن تكون المجموعة فعّالة و بذلك كانت مفتوحة للإجابة على أسئلة المتطوعين على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، مثل الأسئلة المتعلقة بمحتوى التدريب أو الإشاعات والاستفسارات المتعلقة بمرض COVID-19.

تشمل التدريبات عبر الإنترنت:

– جلسة تعريفية عن الهلال الأحمر المصري،
– تدريب على السلامة والأمن،
– تدريبات الدعم النفسي والاجتماعي مثل الدعم النفسي الاجتماعي والنفسي أثناء حالات الطوارئ،
– تعزيز الصحة أثناء التدريب على الوباء، والتغذية في حالات الطوارئ،
– التدريب على إجراءات العزل المنزلي.

نظرًا لأن هذه كانت أول تجربة للفريق، لم يكن من السهل اختيارالمنصة الأساسية  المناسبة لاعتمادها كوسيلة لتسهيل هذه التدريبات عن بعد. و لكن بعد تجربة 5 منصات مختلفة، تم اختيار و اعتماد Whatsapp كأداة للاتصال.

يعتبر الحفاظ على المتطوعين أحد أكبر وأصعب التحديات التي واجهها الهلال الأحمر المصري كمنظمة تطوعية، خاصة في أوقات الطوارئ. حاول الفريق التغلب على هذا من خلال تقديم تدريب مستمر عبر الإنترنت، وأنشطة عبر الإنترنت مثل حملة التوعية، واستضافة الاحتفالات الرقمية مثل اليوم الرقمي للصليب و الهلال الأحمر واليوم العالمي للشباب. كانت هذه كلها أشكالًا لقول “شكرًا للمتطوعين” وطرق الاندماج في حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

النشر و التّأثير

 

قام الهلال الأحمر المصري بتدريب أكثر من 12000 متدرب ,وهو إنجاز كبير حيثهذه كانت أول تجربة لنا مع التعلم الإلكتروني أو التدريب عن بعد للمتطوعين.

في نهاية فترة التدريب، تم تنظيم مسابقة تحت عنوان “وعينا أماننا”، حيث كل متطوع مسؤولاً عن انشاء مجموعة مؤلّفة من 50 شخصًا على الأقل باستخدام واحد أو أكثر من منصات التواصل الاجتماعي.

عندما يرسل فريق إدارة الحملة رسائل التوعية والصور ومقاطع الفيديو حول Covid-19 من ERC، يقوم المتطوعون الرقميون بنشرها على أوسع نطاق ممكن، بدءًا من المجموعة  التي قاموا بإنشائها.

من خلال هذه المسابقة، تمكنا من الوصول إلى أكثر من 600000 شخص، واليوم يستمر نشر رسائل التوعية الصحية عبر هذه القناة بشكل منتظم. بدأت مبادرة أخرى من خلال هذه الحملة أيضًا حيث استهدف الفريق الوصول إلى المناطق المحلية الأكثر ضعفًا والمعزولة في مصر حيث لم يتلق السكان رسائل التوعية الصحية المناسبة أو الرعاية الصحية اللّازمة.

وصلت هذه المبادرة إلى أكثر من 1.7 مليون مصري من خلال جهود المتطوعين الافتراضيين المحليين.